الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010


اكتب الان بعد ان ذهب الروع وهدات روحى من انفعالى الطبيعى جدا حيث استقبالنا اعز انسانه بعد بعاد 6 سنوات وستة شهور و 6 ايام
بعد ان هامت على وجها فى دورب شتى وطرقات لا يعرف منها الا الضياع والمشى على غير هدى كانت كلماتك القليلة اقرب الى الهذيان من شدة الولع والاشتياق لما فقدتى وضياع السند والحضن الدافى والمثل الاعلى والحنان وفقدت معه نفسك وابتعدتى عن نفسك بعد المشرق والمغرب فضاعت ملامحك من نفسك وتحجرت العبرات فى مقلتيكى ونستى طعم الابتسام على شفتيكى ولا يعرف طعم الفرح لقلبك فاصبحتى ميته بين الاحياء وكانت الناس تتعامل معكى انكى حى وانتى ترى انكى المسجى على قبر من احبتتى 
وتقابلنا ورايت ان هناك بعض من نفس لديكى وان كان محشرج وكانه يحاول ان يميت نفسه ليصبح موته حقيقى ليقابل من ذهب عنه
رايت من تلبس اثامل بلية الغرض منها الستر لا التمتع الغرض منها انه التوارى من عيون الناس وليس من متع 
الحياة  فانتى كاره حياتك بدون حبيبك وكل حياته
وامسكت بيدكى اهزها هزا تارة واربت على كتفيك تارة اصرخ فيكى تارة واهمس فى اذنك تارة لعلكى تستفيقى وكان الرفض دون ان تشعرى انه رفض وكانت تهرب دواما من المواجهة ولما اعيتها الحيل قبعت مستكينه لترى ما انا فاعله ووجدتتنى انظر لها نظرة حانية فبصرتنى بنظرة حادة واهذت بكلام ان النظرات الحانية ذهبت مع من ذهب واصررت وامعنت النظر اليها فارخت جفونها وارتمت فى حضنى مرتجفه من شدة الخوف فهى لم ترى انسان يحسها ويحنو عليها من زمن طويل واخذت تبكى بكاء مرا بكاء يبكى الصخر على الذى ذهب وعلى الذى يرى فيها انه اتى وحاولت التملص من حضنه ولكن تمسكت بها لما وجدت فيها من انسانية ربما تفوق الرهط من البشرولما وجدت فيها من نقاء نادر الوجود 
فهيامها فى الطرقات والضياع الداخلى التى عاشته لم يضيع منها ما هو برئ وثمين وهنا امسكت بها بخيط من حنان وخيط من طمائنينة وخيط من احترام وخيط من تقدير لها ولكل مالديها وجدلت هذه الخيوط واحاطها بخصرها دون ان تشعر حتى لا تبتعد او لاتضيع فى زحمة الاشياء وعندما فتحت لها ينابيع المحبة البريئة والصافية ارتوت ونهضت تنفض عن نفسها غبار السفر البعيد داخل ذاتها وقامت من سباتها الذى فرضته على نفسها
فكانت الام المخاض يوم الجمعة الماضية وكانت الام من حنان ورومانسية ورقة وشفافية مما جعل الام المخاض وكانها رحلة بين صحراء التيه ونبع ذاتها الصافى رحلة لم يكدر صفو روحها فيها اى شئ بل كانت على احر من الجمر لعودتها لذاتها
وها هو اليوم الذى تم فيه الميلاد من جديد او عودة الروح لها او عودتها لذاتها وكان العود احمد هاهى تطلق صيحات الفرح حتى تفرح معها الكائنات  وها هى تطلق كلمات من نور تشع لها وتنير لها الطريق القادم فكانت فرحتى بها طاغية ودموعى سبقت كلماتى  لاننى من شدة الفرح لعودتها لم اصدق انه عادت من سفرها داخل ذاتها
فهنيئا لكى بعودتك او بميلادك الجديد متمنيا من الله ان تحافظى عليها فهى تستحق عناء الانشغال بها  والسهر على راحتها ولو تعلمى مدى قيمتها الحقيقية لسهرتى الليالى الطوال استرضاء لها عن كل هذه المده التى بعدتى عنها 
الف حمد لله على سلامة العودة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق